فاضل حسن ابو زين العابدين الزيداوي الجنس : العمر : 48
التقييم : 429
المشاركات : 144
الانتساب : 28/04/2014
البلـد/الاقامة : الخميس أكتوبر 02, 2014 6:05 pm احتجاج الامام علي عليه السلام على اهل الجمل احتجاج الامام عليه السلام على طلحة * ـ مروج الذهب : ثمّ نادي علىّ عليه السلام طلحة حين رجع الزبير : يا أبا محمّد ، ما الذى أخرجك ؟ قال : الطلب بدم عثمان . قال علىّ : قتل الله أولانا بدم عثمان ، أ ما سمعت رسول الله يقول : "اللهمّ ! والِ من والاه ، وعادِ من عاداه" ؟ وأنت أوّل من بايعنى ثمّ نكثت ، وقد قال الله عزّ وجلّ : ³ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ² . * ـ فى ذكر مخاطبة الإمام لطلحة ـ : قال طلحة : اعتزل هذا الأمر ، ونجعله شوري بين المسلمين ، فإن رضوا بك دخلت فيما دخل فيه الناس ، وإن رضوا غيرك كنت رجلاً من المسلمين . قال علىّ : أولم تبايعنى يا أبا محمّد طائعاً غير مكره ؟ فما كنت لأترك بيعتى . قال طلحة : بايعتك والسيف فى عنقى . قال : أ لم تعلم أنّى ما أكرهت أحداً علي البيعة ؟ ولو كنتُ مكرهاً أحداً لأكرهت سعداً ، وابن عمر ، ومحمّد بن مسلمة ، أبوا البيعة واعتزلوا ، فتركتهم . قال طلحة : كنّا فى الشوري ستّة ، فمات اثنان وقد كرهناك ، ونحن ثلاثة . قال علىّ : إنّما كان لكما ألاّ ترضيا قبل الرضي وقبل البيعة ، وأمّا الآن فليس لكما غير ما رضيتما به ، إلاّ أن تخرجا ممّا بويعت عليه بحدث ، فإن كنت أحدثت حدثاً فسمّوه لى . وأخرجتم اُمّكم عائشة ، وتركتم نساءكم ، فهذا أعظم الحدث منكم ، أ رضي هذا لرسول الله أن تهتكوا ستراً ضربه عليها ، وتخرجوها منه ؟ ! فقال طلحة : إنّما جاءت للإصلاح . قال علىّ : هى لعمر الله إلي من يصلح لها أمرها أحوج . أيّها الشيخ اقبل النصح وارضَ بالتوبة مع العار ، قبل أن يكون العار والنار . مفاوضات صعصعة * ـ لمّا سار أمير المؤمنين من ذى قار قدّم صعصعة بن صوحان بكتاب إلي طلحة والزبير وعائشة ، يعظّم عليهم حرمة الإسلام ، ويخوّفهم فيما صنعوه ، ويذكر لهم قبيح ما ارتكبوه من قتل مَن قتلوا من المسلمين ، وما صنعوا بصاحب رسول الله عثمان بن حنيف ، وقتلهم المسلمين صبراً ، ويعظهم ويدعوهم إلي الطاعة .قال صعصعة : فقدمت عليهم فبدأت بطلحة فأعطيته الكتاب وأدّيت إليه الرسالة ، فقال : الآن ؟ ! حين عضّت ابن أبى طالب الحرب يرفق لنا ! ثمّ جئتُ إلي الزبير فوجدته ألين من طلحة ، ثمّ جئت إلي عائشة فوجدتها أسرع الناس إلي الشرّ ، فقالت : نعم قد خرجت للطلب بدم عثمان ، والله لأفعلنّ وأفعلنّ ! فعدت إلي أمير المؤمنين فلقيته قبل أن يدخل البصرة ، فقال : ما وراءك يا صعصعة ؟ قلت : يا أمير المؤمنين ، رأيت قوماً ما يريدون إلاّ قتالك ! فقال : الله المستعان . ثمّ دعا عبد الله بن عبّاس فقال : انطلق إليهم فناشدهم وذكّرهم العهد الذى لى فى رقابهم . * ـ و من كتاب له إلي طلحة والزبير ـ : أمّا بعد ، فقد علمتُما وإن كتمتما ، أنّى لم اُرد الناس حتي أرادونى ، ولم اُبايعهم حتي بايعونى . وإنّكما ممّن أرادنى وبايعنى ، وإنّ العامّة لم تبايعنى لسلطان غالب ، ولا لعرض حاضر ، فإن كنتما بايعتُمانى طائعين ، فارجعا وتوبا إلي الله من قريب ، وإن كنتما بايعتُمانى كارهين ، فقد جعلتما لى عليكما السبيل بإظهاركما الطاعة ، وإسراركما المعصية . ولعمرى ، ما كنتما بأحقّ المهاجرين بالتقيّة والكتمان ، وإنّ دفعكما هذا الأمر من قبل أن تدخلا فيه ، كان أوسع عليكما من خروجكما منه بعد إقراركما به .وقد زعمتما أنّى قتلت عثمان ، فبينى وبينكما من تخلّف عنّى وعنكما من أهل المدينة ، ثمّ يُلزم كلّ امرئ بقدر ما احتمل . فارجعا أيّها الشيخان عن رأيكما ، فإنّ الآن أعظم أمركما العار ، من قبل أن يتجمّع العار والنار ، والسلام . * ـ عنه ـ فى كتابه إلي عائشة قبل الحرب ـ : أمّا بعد ، فإنّكِ خرجتِ غاضبة لله ولرسوله ، تطلبين أمراً كان عنك موضوعاً ، ما بال النساء والحرب والإصلاح بين الناس ؟ تطالبين بدم عثمان ، ولعمرى لَمَن عرّضكِ للبلاء ، وحملك علي المعصية ، أعظمُ إليكِ ذنباً من قتْلةِ عثمان ! وما غضبتِ حتي أغضَبتِ ، وما هجتِ حتي هَيَّجتِ ، فاتّقى الله وارجعى إلي بيتك . مفاوضات ابن عباس * ـ عن عبد الله بن مصعب : أرسل علىّ بن أبى طالب عليه السلام عبد الله بن عبّاس لمّا قدم البصرة فقال له : ايتِ الزبير ولا تأت طلحة فإنّ الزبير ألين ، وإنّك تجد طلحة كالثور عاقصاً قرنه ، يركب الصعوبة ويقول : هى أسهل ، فأقرئه السلام ، وقل له : يقول لك ابن خالك : عرفتنى بالحجاز وأنكرتنى بالعراق ، فما عدا ممّا بدا لك ؟ قال : فأتيت الزبير ، فقال : مرحباً يابن لبابة ، أ زائراً جئت أم سفيراً ؟ قلت : كلّ ذلك . وأبلغته ما قال علىّ . فقال الزبير : أبلغه السلام وقل له : بيننا وبينك عهد خليفة ، ودم خليفة ، واجتماع ثلاثة وانفراد واحد ، واُمّ مبرورة ، ومشاورة العشيرة ، ونشر المصاحف ، فنحلّ ما أحلّت ، ونحرّم ما حرّمت . الاحتجاجات على عائشة * ـ الفتوح : فلمّا كان من الغد دعا علىّ عليه السلام زيد بن صوحان وعبد الله بن عبّاس ، فقال لهما : امضيا إلي عائشة فقولا لها : أ لم يأمرك الله تبارك وتعالي أن تقرّى فى بيتك ؟ فخدعت وانخدعت ، واستنفرت فنفرت ، فاتّقى الله الذى إليه مرجعك ومعادك ، وتوبى إليه فإنّه يقبل التوبة عن عباده ، ولا يحملنّك قرابة طلحة وحبّ عبد الله بن الزبير علي الأعمال التى تسعي بك إلي النار . قال : فانطلقا إليها وبلّغاها رسالة علىّ عليه السلام ، فقالت عائشة : ما أنا برادّة عليكم شيئاً فإنّى أعلم أنّى لا طاقة لى بحجج علىّ بن أبى طالب ; فرجعا إليه وأخبراه بالخبر . * ـأقبل جارية بن قدامة السعدى ، فقال : يا اُمّ المؤمنين ! والله ، لقتل عثمان بن عفّان أهون من خروجك من بيتك علي هذا الجمل الملعون عرضة للسلاح ! إنّه قد كان لك من الله ستر وحرمة ، فهتكت سترك وأبحت حرمتك ، إنّه من رأي قتالك فإنّه يري قتلك ، وإن كنتِ أتيتنا طائعة فارجعى إلي منزلكِ ، وإن كنتِ أتيتنا مستكرهة فاستعينى بالناس . * ـ عن الحسن البصرى : إنّ الأحنف بن قيس قال لعائشة يوم الجمل : يا اُمّ المؤمنين هل عهد عليك رسول الله هذا المسير ؟ قالت : اللهمّ لا . قال : فهل وجدته فى شىء من كتاب الله جلّ ذكره ؟ قالت : ما نقرأ إلاّ ما تقرؤون . قال : فهل رأيت رسول الله استعان بشىء من نسائه إذا كان فى قلّة والمشركون فى كثرة ؟ قالت : اللهمّ لا . قال الأحنف : فإذاً ما هو ذنبنا ؟ ! * ـ عن الحسن إنّ عائشة أرسلت إلي أبى بكرة فقال : إنّكِ لاُمّ ، وإنّ حقّكِ لعظيم ، ولكن سمعت رسول الله يقول : لن يفلح قوم تملكهم امرأة . * ـ قام عمّار بن ياسر بين الصفّين فقال : أيّها الناس ! ما أنصفتم نبيّكم حين كففتم عقائلكم فى الخدور وأبرزتم عقيلته للسيوف ، وعائشة علي جمل فى هودج من دفوف الخشب قد ألبسوه المسوح وجلود البقر ، وجعلوا دونه اللبود ، وقد غشى علي ذلك بالدروع ، فدنا عمّار من موضعها ، فنادي : إلي ماذا تدعين ؟ قالت : إلي الطلب بدم عثمان ، فقال : قاتل الله فى هذا اليوم الباغى والطالب بغير الحقّ ، ثمّ قال : أيّها الناس ! إنّكم لتعلمون أيّنا الممالئ فى قتل عثمان . * ـ عن سعيد بن كوز : كنت مع مولاى يوم الجمل ، فأقبل فارس فقال : يا اُمّ المؤمنين ، فقالت عائشة : سلوه من هو ؟ قيل : من أنت ؟ قال : أنا عمّار بن ياسر ، قالت : قولوا له : ما تريد ؟ قال : أنشدك بالله الذى أنزل الكتاب علي رسول الله فى بيتك ، أ تعلمين أنّ رسول الله جعل عليّاً وصيّاً علي أهله ، وفى أهله ؟ قالت : اللهمّ نعم . قال : فما لك ؟ قالت : أطلب بدم عثمان أمير المؤمنين . قال : فتكلّم . ثمّ جاء فوارس أربعة فهتف بهم رجل منهم . ثم قال : تقول عائشة : ابن أبى طالب وربّ الكعبة ، سلوه من هو ؟ ما يريد ؟ قالوا : من أنت ؟ قال : أنا علىّ بن أبى طالب . قالت : سلوه ما يريد ؟ قالوا : ما تريد ؟ قال : أنشدك بالله الذى أنزل الكتاب علي رسول الله فى بيتك ، أ تعلمين أنّ رسول الله جعلنى وصيّاً علي أهله ، وفى أهله ؟ قالت : اللهمّ نعم . قال : فما لك ؟ قالت : أطلب بدم أمير المؤمنين عثمان ! قال : أرينى قتلة عثمان ! ! ثمّ انصرف والتحم القتال . * ـ عن سالم بن أبى الجعد : فلمّا كان حرب الجمل أقبلت [عائشة] فى هودج من حديد وهى تنظر من منظر قد صُيّرَ لها فى هودجها ، فقالت لرجل من ضبّة وهو آخذ بخطام جملها أو بعيرها : أين تري علىّ بن أبى طالب ؟ قال : ها هو ذا واقف رافع يده إلي السماء ، فنظرت فقالت : ما أشبهه بأخيه ! قال الضبّى : ومن أخوه ؟ قالت : رسول الله . قال : فلا أرانى اُقاتل رجلا هو أخو رسول الله . فنبذ خطام راحلتها من يده ومال إليه . * ـ: أقام علىّ عليه السلام ثلاثة أيّام يبعث رسله إلي أهل البصرة ، فيدعوهم إلي الرجوع إلي الطاعة والدخول فى الجماعة ، فلم يجد عند القوم إجابة . *- في أنساب الاشراف أنه زحف علي ( عليه السلام ) بالناس غداة يوم الجمعة لعشر ليال خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين على ميمنته الاشتر وسعيد بن قيس وعلى ميسرته عمار وشريح بن هانئ وعلى القلب محمد بن أبي بكر وعدي بن حاتم وعلى الجناح زياد بن كعب وحجر بن عدي وعلى الكمين عمرو بن الحمق وجندب بن زهير وعلى الرجالة أبو قتادة الانصاري .وأعطى رايته محمد بن الحنفية أوقفهم من صلاة الغداة إلى صلاة الظهر يدعوهم ويناشدهم ويقول لعائشة : إن الله أمرك أن تقري في بيتك فاتقي الله وارجعي ويقول لطلحة والزبير خبأتما نساءكما وأبرزتما زوجة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) واستفززتماها ! ! فيقولان : إنما جئنا للطلب بدم عثمان وأن يرد الامر شورى .وألبست عائشة درعا وضربت على هودجها صفائح الحديث وألبس الهودج درعا ، وكان الهودج لواء أهل البصرة وهو على جمل يدعى عسكرا ( 1 ) روى ابن مردويه في كتاب الفضائل من ثمانية طرق أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال للزبير : أما تذكر يوما كنت مقبلا بالمدينة تحدثني إذ خرج رسول الله فرآك معي وأنت تتبسم إلي فقال لك : يا زبير أتحب عليا ؟ فقلت : وكيف لا أحبه وبيني وبينه من النسب والمودة في الله ما ليس لغيره .فقال : إنك ستقاتله وأنت ظالم له ! ! فقلت : أعوذ بالله من ذلك .وقد تظاهرت الروايات أنه قال ( عليه السلام ) إن النبي صلى الله عليه وآله قال لك : يا زبير تقاتله ظلما وضرب كتفك ؟ ! قال : اللهم نعم .قال : أفجئت تقاتلني ؟ فقال : أعوذ بالله من ذلك .ثم قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : دع هذا بايعتني طائعا ثم جئت محاربا فما عدا مما بدا ؟ فقال : لا جرم والله لا قاتلتك . *- قال امير المؤمنين عليه السلام لاصحابه : لا تعجلوا على القوم حتّى أعذر فيما بيني وبين الله وبينهم . فقام (عليه السلام)إليهم وقال خاطباً : ياأهل البصرة ، هل تجدون عليَّ جوراً في حكم ؟ قالوا : لا . قال : فحيفاً في قسم ؟ قالوا : لا . قال : فرغبة في دنياً أصبتها لي ولأهل بيتي دونكم ، فنقمتم عليَّ فنكثتم بيعتي ؟ قالوا : لا . قال : فأقمت فيكم الحدود وعطّلتها عن غيركم ؟ قالوا : لا . قال : فمال بيعتي تنكث وبيعة غيري لا تنكث ؟ إنّي ضربت الأمر أنفه وعينه فلم أجد إلاّ الكفر أو السيف . ثمّ التفت إلى أصحابه وقال : إنّ الله تعالى يقول في كتابه : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ)). ثمّ قال (عليه السلام)والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة واصطفى محمّداً للنبوّة إنّهم لأصحاب هذه الآية ، وما قوتلوا منذ نزلت . ثمّ التفت إلى ابن عباس وقال له : امض بهذا المصحف إلى طلحة والزبير وعائشة وادعهم إلى ما فيه . جاء ابن عباس فبدأ بالزبير وقال له : إنّ أمير المؤمنين يقول : ألم تبايعني طائعاً ؟ فبم تستحلّ دمي ؟ وهذا المصحف وما فيه بيني وبينك فإن شئت تحاكمنا إليه . فقال الزبير : أرجع إلى صاحبك ، فإنّا بايعنا كارهين ، ومالي حاجة في محاكمته . انصرف ابن عباس إلى طلحة ، فوجد فيه الاستعداد للشرّ والحرب ، فقال له : والله ، ما أنصفتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ حبستم نساءكم وأخرجتم حبيسته . ونادى طلحة : ناجزوا القوم ، فإنّكم لا تقومون لحجاج ابن أبي طالب . ورجع ابن عباس وأخبر الإمام بالنتيجة السلبيّة ، وقال له : ما تنتظر ؟ والله لا يعطيك القوم إلاّ السيف ، فاحمل عليهم قبل أن يحملوا عليك . فقال الإمام : نستظهر بالله عليهم . وهناك خرج أمير المؤمنين (عليه السلام)بين الصفّين وكان حاسراً ونادى بأعلى صوته : أين الزبير ؟ فليخرج .ثمّ نادى ثانية ، وكان طلحة والزبير واقفين أمام صفّيهما ، فخرج الزبير ، وخرج الإمام إليه ، فصاح به أصحابه : ياأمير المؤمنين ، أتخرج إلى الزبير الناكث بيعته وأنت حاسر ()وهو على فرس شاكي السلاح ، مدجّج في الحديد وأنت بلا سلاح ؟! فقال الإمام : ليس عليَّ منه بأس ، إنّ عليَّ منه جنّة واقية ، ولن يستطيع أحد فراراً من أجله ، وإنّي لا أموت ، ولا أُقتل إلاّ بيد أشقاها ، كما عقر الناقة أشقى ثمود . فخرج إليه الزبير ، فقال (عليه السلام) : أين طلحة ؟ ليخرج . فخرج ، وقربا من الإمام ، حتّى اختلفت أعناق دابّتيهما . فقال الإمام للزبير : ما حملك على ما صنعت ؟ فقال الزبير : الطلب بدم عثمان .فقال الإمام : أنت وأصحابك قتلتموه ، فيجب عليك أن تقيد من نفسك ، ولكن أُنشدك الله الذي لا إله إلاّ هو ، الذي أنزل الفرقان على نبيّه (صلى الله عليه وآله)أما تذكر يوماً قال لك رسول الله يازبير ، أتحبّ علياً ؟ فقلت : وما يمنعني عن حبّه وهو ابن خالي؟فقال لك : أمّا أنت ستخرج عليه يوماً وأنت له ظالم ؟ فقال له الزبير : اللهمّ بلى ، قد كان ذلك . فقال الإمام : فأنشدك الله الذي أنزل الفرقان على نبيّه (صلى الله عليه وآله) أما تذكر يوماً جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) من عند ابن عوف ، وأنت معه ، وهو آخذ بيدك ، فاستقبلته أنا فسلّمت عليه فضحك في وجهي ، فضحكت أنا إليه ، فقلت أنت : لا يدع ابن أبي طالب زهوه أبداً . فقال لك النبي (صلى الله عليه وآله): مهلا يازبير ، فليس به زهو ، ولتخرجنّ عليه يوماً وأنت ظالم له ؟ فقال الزبير : اللهمّ بلى ، ولكن نسيت ، فأمّا إذ ذكّرتني ذلك فلأنصرفنّ عنك ، ولو ذكرت هذا لما خرجت عليك . ثمّ التفت إليهما معاً وقال : نشدتكما الله ، أتعلمان وأُولوا العلم من أصحاب محمّد وعائشة بنت أبي بكر أنّ أصحاب الجمل ، وأهل النهروان ملعونون على لسان النبي (صلى الله عليه وآله)وقد خاب من افترى ؟ غير مكرهين ، وكنتما أوّل من فعل ذلك ولم يقل أحد : لتبايعان أو لنقتلكما . ثمّ انصرف كل رجل إلى صفّه ، فأراد الزبير الخروج من الحرب والانصراف إلى البصرة ، فقال له طلحة : ما لَك يازبير ؟ ما لَك تنصرف عنّا ؟ سحرك ابن أبي طالب ؟)فقال الزبير : لا ، ولكن ذكّرني ما كان أنسانيه الدهر ، واحتجّ على بيعتي له .فقال طلحة : لا ، ولكن جبنت وانتفخ سحرك . فقال الزبير : لم أجبن ، ولكن أُذكّر فذكرت . فقالت عائشة : ما وراءك ياأبا عبدالله ؟ فقال الزبير : الله ورائي ، إنّي ما وقفت موقفاً في شرك ولا إسلام إلاّ ولي فيه بصيرة ، وأنا اليوم على شك من أمري ، وما أكاد أُبصر موضع قدمي . فقالت عائشة : لا والله ، بل خفت سيوف ابن أبي طالب ، أما إنّها طوال حداد ، تحملها سواعد أمجاد ، ولئن خفتها فلقد خافها الرجال من قبلك . فقال ابنه عبدالله : جبناً جبناً . فقال الزبير : يابنيّ ، قد علم الناس أنّي لست بجبان ، ولكن ذكّرني عليٌّ شيئاً سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحلفت أن لا أُقاتله . فقال عبدالله بن الزبير : ياأبة ، أجئت بهذين العسكرين العظيمين حتّى إذا اصطفا للحرب قلت اتركهما وانصرف ! فما تقول قريش غداً بالمدينة ؟! الله الله ياأبة ، لا تشمت بنا الأعداء ، ولا تشنّ نفسك بالهزيمة قبل القتال . فقال الزبير : ما أصنع يابني وقد حلفتُ أن لا أُقاتله ؟ فقال ابنه : كفّر عن يمينك ، ولا تفسد أمرنا . فقال الزبير : عبدي مكحول حرٌّ لوجه الله ، كفّارة ليميني . ثمّ عاد معهم للقتال .
توقيع فاضل حسن