فاضل حسن ابو زين العابدين الزيداوي الجنس : العمر : 48
التقييم : 429
المشاركات : 144
الانتساب : 28/04/2014
البلـد/الاقامة : الخميس أكتوبر 02, 2014 6:03 pm الإمام علي ودوره في واقعة بدر تميزت وقعة بدر بظهور الدور الريادي والبطولي للامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب وذلك منذ اول المعركة حتى اخر لحظاتها لقد شهد الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) هذه المعركة التي كانت أُولى معارك النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، وأُولى المشاهد البطوليّة للإمام ( عليه السلام ) الذي ظهَر فيها بمظهر حقيق بالمشاهدة ، والثناء ، والإعجاب ، وكان سن الإمام علي (عليه السلام) 25 سنة . ولقد كان يرتجز فيها كما عن سعد بن أبي وقّاص قال : رأيت عليّاً ( عليه السلام ) يوم بدر وهو يقول : بـازلُ عامين حديثٌ سِنِّي سَـنَحْنَح الليل كأنّي جِنّي لـمثل هـذا ولـدتني أُمّـي ما تنقم الحرب العوان منّي (الفائق : ١ /٩٥ ، المناقب للخوارزمي : ١٥٨ / ١٨٧ ، المناقب لابن المغازلي : ٣٢ / ٤٨ ، المناقب للكوفي : ٢ / ٥٦٩ / ١٠٨٠ وزاد في ذيلهما ( فما رجع حتى خضب سيفه دماً ) وكلّها إلى ( أُمّي )) ويدعوا بالاسم الاعظم عن الصادق عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال : رأيت الخضر عليه السلام في المنام قبل بدر بليلة فقلت له : علمني شيئا انصر به على الاعداء ، فقال : قل : يا هو يا من لا هو إلا هو " فلما أصبحت قصصتها على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لي : يا علي علمت الاسم الاعظم ، وكان على لساني يوم بدر (التوحيد : 74 ) ويمكن للباحث ان يتابع المواقف البارزة للامام علي عليه السلام في هذه الواقعة كما ياتي اولا : الاستسقاء للمسلمين قبل الواقعة كانت حرب المياه ولا زالت وسيلة الخصوم في الحروب من وسائل الضغط المادي والمعنوي التي يستخدمها الاعداء ضد بعظهم البعض فقد عطش النبي (صلى الله عليه وآله) والمسلمون في بدر عطشاً شديداً فجاء الامام علي (صلى الله عليه وآله)بالماء من بدر رغم الحرس الكثير الموجود هناك([1]) روى مسلم عن أنس بن مالك : نزل المسلمون على كثيب أعفر تسوخ فيه الأقدام وحوافر الدواب . وسبقهم المشركون إلى ماء بدر فأحرزوه وحفروا القلب لأنفسهم ليجعلوا فيها الماء من الآبار المعيّنة ، فيشربوا منها ويسقوا دوابهم . ومع ذلك ألقى الله في قلوبهم الخوف حتّى صاروا يضربون وجوه خيلهم إذا صهلت من شدّة الخوف . وألقى الله تعالى ، الأمنة والنوم على المسلمين بحيث لم يقدروا على منعه وأصبح المسلمون بعضهم محدث وبعضهم جنب لأنَّهم لمّا ناموا احتلم أكثرهم وأصابهم الظمأ ، وهم لا يصلون إلى الماء لسبق المشركين اليه . ووسوس الشيطان لبعضهم وقال : تزعمون أنّكم على الحقّ وفيكم نبي (صلى الله عليه وآله)وأنّكم أولياء الله وقد غلبكم المشركون على الماء ، وأنتم عطاشى وتصلُّون محدثين مجنبين ، وما ينتظر أعداؤكم ، إلاّ أن يقطع العطش رقابكم ، ويذهب قواكم ، فيتحكّموا فيكم كيف شاؤوا ؟! فأرسل الله عليهم مطراً سال منه الوادي فشرب المسلمون واتّخذوا الحياض على عدوة الوادي ، واغتسلوا وتوضّأوا وسقوا الركاب وملأوا الأسقية وأطفأ المطرُ الغبارَ ولبد الأرض حتّى ثَبَتَتْ عليها الأقدام والحوافر وزالت عنهم وسوسة الشيطان ، وقد أشار سبحانه إلى ذلك بقوله : (إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ)(([2]) ولمّا سيطر النبي (صلى الله عليه وآله) على عيون بدر لم يمنعه الكافرين اراد النبي(صلى الله عليه وآله) ان لا يجعل من الماء سلاح بل جعل الخلق جميعا في الماء شرع سواء وكذا فعل امير المؤمنين عليه السلام لما حوصر عثمان بن عفان فقد حمل القربة اليه في منزلة ومرة اخرى في صفين لما سيطرت قواته على مشرعة النهر بعكس معاوية بن ابي سفيان وقواته حيث منعوا الماء عن جيش امير المؤمنين عليه السلام في صفين لما ملكوا الماء اولا وما قصة الماء في طف كربلاء عن الباحث ببعيد وفي رواية اهل البيت عليهم السلام : إن النبي صلى الله عليه وآله بعث عليا ليلة بدر أن يأتيه بالماء حين فال لاصحابه : من يلتمس لنا الماء ؟ فسكتوا عنه ، فقال علي : أنا يارسول الله ، فأخذ القربة وأتى القليب فملاها ، فلما أخرجها جاءت ريح فهراقته فجاءت ريع فهراقته ، فلما كانت الرابعة ملاها فأتى بها النبي صلى الله عليه وآله وأخبره بخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أما الريح الاولى فجبرئيل في ألف من الملائكة سلموا عليك والريح الثانية ميكائيل في ألف من الملائكة سلموا عليك ، والريح الثالثة إسرافيل في ألف من الملائكة سلموا عليك . ([3]) ففي الصحابة عن الحارث عن الإمام عليّ ( عليه السلام ) : لمّا كانت ليلة بدر قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( مَن يستقي لنا من الماء ؟ ) فأحجَم الناس ، فقام عليّ فاحتضن قِربةً ، ثمّ أتى بئراً بعيدة القعر مظلمة ، فانحدر فيها فأوحى الله عزّ وجلّ إلى جبريل وميكائيل وإسرافيل تأهّبوا لنصر محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) وحزبه ، فهبطوا من السماء لهم لَغَط يذعر من سمعه ، فلمّا حاذوا البئر سلّموا عليه من عند آخرهم إكراماً وتجليلاً(فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦١٣ / ١٠٤٩ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٣٣٧ / ٨٩٠٩ ، المناقب للخوارزمي : ٣٠٨ / ٣٠٣ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٤١) وفي المناقب لابن شهر آشوب عن محمّد ابن الحنفيّة : بعث رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) عليّاً في غزوة بدر أنْ يأتيه بالماء حين سكت أصحابه عن إيراده ، فلمّا أتى القَلِيب(٤) وملأ القِربة الماء فأخرجها جاءت ريح فهرقته ، ثمّ عاد إلى القَلِيب وملأ القِربة فأخرجها فجاءت ريح فأهرقته ، وهكذا في الثالثة ، فلمّا كانت الرابعة ملأها فأتى بها النبيّ فأخبر بخبره ، فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( أمّا الريح الأُولى فجبرئيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك ، والريح الثانيّة ميكائيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك ، والريح الثالثة إسرافيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك ) . وفى رواية : وما أتوك إلاّ ليحفظوكوكان يقول : كان لعليّ ( عليه السلام ) في ليلة واحدة ثلاثة آلاف منقبة ، وثلاث مناقب(المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٤٢ ، شرح الأخبار : ٢ / ٤١٤ / ٧٦١ عن الليث ، المناقب للكوفي : ٢ / ٥٣٩ / ١٠٤٣ عن ليث بن أبي سليم عن بعض أصحابه ، قرب الإسناد : ١١١ / ٣٨٧ عن ابن عبّاس وكلّها نحوه) . وعن الإمام عليّ ( عليه السلام ) : ( كنتُ على قَلِيب يومَ بدر أميح ـ أو أمتح ـ منه ، فجاءت ريح شديدة ، ثمّ جاءت ريح شديدة ، لم أرَ ريحاً أشدّ منها إلاّ التي كانت قبلها ، ثمّ جاءت ريح شديدة ، فكانت الأُولى ميكائيل في ألف من الملائكة عن يمين النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، والثانيّة إسرافيل في ألف من الملائكة عن يسار النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، والثالثة جبرئيل في ألف من الملائكة . وكان أبو بكر عن يمينه وكنت عن يساره ، فلمّا هزم الله الكفّار حَمَلني رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) على فرَسه ، فلمّا استويت عليه حمل بي فصرت على عنقه ، فدعوت الله فثبّتني عليه ، فطعنت برمحي حتى بلغ الدم إبطي )(مسند أبي يعلي : ١ / ٢٥٨ / ٤٨٥ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ٢ / ٨٦ ، المستدرك على الصحيحين : ٣ / ٧٢ / ٤٤٣١ ، المغازي : ١ / ٥٧.) وعن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : ( لمّا عطَش القوم يوم بدر انطلق عليٌّ بالقِربة يستقي وهو على القَلِيب إذ جاءت ريح شديدة ثمّ مضت ، فلبث ما بدا له ، ثمّ جاءت ريح أُخرى ثمّ مضت ثمّ جاءته أُخرى كاد أنْ تشغله وهو على القليب ، ثمّ جلس حتى مضى ، فلمّا رجع إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أخبره بذلك ) .فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( أمّا الريح الأولى فيها جبرئيل مع ألف من الملائكة ، والثانية فيها ميكائيل مع ألف من الملائكة ، والثالثة فيها إسرافيل مع ألف من الملائكة ، وقد سلّموا عليك وهم مدَدٌ لنا ، وهم الذين رآهم إبليس فنكص على عقِبَيه يمشي القهقرى حتى يقول : ( إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) (تفسير العيّاشي : ٢ / ٦٥ / ٧٠ عن) . وقد نظم ذلك الشعراء في شعرهم قال السيد الحميري : أقسم بالله وآلائه والمرء عما قال مسؤول إن علي بن أبي طالب على التقي والبر مجبول وإنه كان الامام الذي له على الأمة تفضيل يقول بالحق ويعنى به ولا تلهيه الأباطيل كان إذا الحرب مرتها القنا وأحجمت عنها البهاليل يمشي إلى القرن وفي كفه أبيض ماضي الحد مصقول مشى العفرني بين أشباله أبرزه للقنص الغيل ذاك الذي سلم في ليلة عليه ميكال وجبريل ميكال في ألف وجبريل في ألف ويتلوهم سرافيل ليلة بدر مددا أنزلوا كأنهم طير أبابيل فسلموا لما أتوا حذوه وذاك إعظام وتبجيل (الأمالي الطوسي ص 198 )
توقيع فاضل حسن