الجهاد الكفائي واتحاد فصائل “المقاومة” حرّر أمرلي ودحر “داعش”



الجهاد الكفائي واتحاد فصائل “المقاومة” حرّر أمرلي ودحر “داعش” زيارة أثمر التلاحم بين الجيش العراقي وقوات “الحشد الشعبي” عن تحرير آمرلي المحاصرة منذ أكثر من شهرين من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، فيما اعتبر عراقيون ان عملية طرد “داعش” من المدينة ومحيطها، هو نتاج تلاحم بين فصائل المتطوعين الذي يمثلون احزابا وكتلا سياسية مختلفة تمثل المكون الاكبر في البلاد. واعتبر عراقيون انه لأول مرة، تقاتل هذه الفصائل جنباً الى جنب، في اتحاد اثمر عن نصر عسكري كبير. وقال مواطن عراقي لـ”المسلة” ان هذا “الاتحاد والتنسيق وتناسي الخلافات يجب ان يكون انطلاقا لتعاون وتنسيق مشترك دائم وان لا يقتصر على عملية تحرير آمرلي”، مذكرا بان “هذا الاسلوب سيكون السبيل الامن لتحرير الموصل والانتصار على الجماعات الارهابية”. ويضم الحشد الشعبي عناصر من فصائل مقاتلة تنتمي الى المكون الاكبر في العراق أبرزها الجناح العسكري لمنظمة “بدر”، وكتائب حزب الله، و “عصائب أهل الحق” و”سرايا السلام ” التابعة للتيار الصدري”. وكان جناح منظمة “بدر” العسكري، كشف عن استعداد 4000 مقاتل بقيادة امين عام المنظمة وزير النقل هادي العامري، لفك الحصار على ناحية آمرلي، مؤكداً أن “تحركهم سيكون من عدة محاور لتضييق الخناق على مسلحي (داعش)”. كما أفاد مصدر مسؤول في “سرايا السلام” التابعة للتيار الصدري، أن السرايا دخلت مع الفصائل المقاتلة والجيش العراقي الى ناحية آمرلي بمحافظة صلاح الدين ضمن عملية حملت عنوان (قادمون يا آمرلي)”. واصدرت السرايا بيانا اثار ارتياحا بين ابناء الشعب العراقي لما تضمنه من اشارة الى تعاون “السرايا” مع كتائب “حزب الله” وفصائل المقاومة الاسلامية الاخرى في معركة تحرير أمرلي. فيما اشادت مصادر من السرايا “بالتنسيق مع الفصائل المقاتلة الاخرى وتناسي الخلافات لتحقيق الهدف الاكبر وهو الانتصار على العناصر الارهابية”. واصدرت العصائب بيانا ذكرت فيها “انها وبقية فصائل المقاومة الحشد الشعبي حررت أمرلي”، في اشارة واضحة الى التنسيق العالي المستوى، سياسيا وعسكريا بين هذه الفصائل. واشتركت كتاب “حزب الله” في المعركة حيث اشار بيان الكتائب الى ان “الفصائل المسلحة وقوات سرايا الدفاع الشعبي رصت صفوفها لتحرير المدينة”. وصمدت أمرلي الواقعة على بعد 160 كلم شمال بغداد أمام محاولات تنظيم “الدولة الإسلامية”، للسيطرة عليها منذ شهرين، على الرغم من قطع المياه والطعام وتطويقها من جميع المنافذ. وتمت عملية فك الحصار عن ناحية آمرلي وتطهيرها من عدة محاور، المحور الاول، الطريق الرابط بين سليمان بيك ومنطقة خاصلة دارلي، فيما كان المحور الثاني من جهة كركوك الى آمرلي. اما المحور الثالث فكان الطريق الرابط بين صحراء قضاء طوزخورماتو ومنطقة خاصة دارلي. كما تمكنت القوات الأمنية ومتطوعي الحشد الشعبي من فتح الطريق الرابط بين قضاء الطوز وناحية أمرلي شرق تكريت. يذكر أن تنظيم “داعش” كان يحاصر ناحية آمرلي التابعة لقضاء طوزخورماتو في محافظة صلاح الدين، منذ نحو شهرين، فيما قامت الحكومة بإرسال معونات غذائية وأسلحة وعتاد للأهالي هناك عبر الطائرات. واتّحدت الفصائل القتالية لتحرير المدينة، ضمن عملياتِ اطلق عليها اسم “السيد الشهيد محمد الصدر”، لتطرد القوات الارهابية المحاصرة للمدينة، بالتنسيق مع الجيش العراقي الذي قاد عملية التحرير، الامر الذي أمن الطريق الى بغداد وآمرلي بعد ازالة حواجز تفتيش وأفخاخ وألغام نشرها افراد “داعش” قبل هزيمتهم. وكان عراقيون طوال الفترة الماضية ينتقدون حالة التشرذم السياسي والعسكري بين الفصائل المقاتلة، داعين عبر وسائل الاعلام الى وحدة الكلمة امام الهجمة الارهابية. لكن نداء المرجعية الدينية الى وحدة الصف واعلان “الجهاد الكفائي” وحّد هذه الفصائل وهب العراقيون للتطوع في “سرايا الحشد الشعبي”، لتقديم الاسناد الى الجيش العراقي. وكانت اطرف سياسية محلية واقليمية وفضائيات ووسائل اعلام، عُرفت بدعمها للإرهاب والسعي الى تخريب العملية الديمقراطية في العراق، عمدت الى تشويه صورة قوات “الحشد الشعبي” عبر اتهامها باقتراف العملية الارهابية في مسجد بديالى. واثار نجاح الجيش العراقي والقوات الامنية بمساعدة قوات “الحشد الشعبي” في تحرير الكثير من المناطق من سيطرة الجماعات الارهابية لاسيما في تكريت وديالى وجرف الصخر، ما جعل الدعاية المساندة للإرهاب تطلق الاشاعات والاتهامات حول جرائم ابادة وتهجير قسري تقوم به القوات الامنية وفصائل المتطوعين. ومقابل ذلك، أثارت المفاوضات بين “تحالف القوى العراقية” و”التحالف الوطني”، وهرولة اقطاب في “تحالف القوى” وراء المناصب الاسئلة حول انفصالهم عن الواقع، في وقت تنوء فيه مدنهم تحت احتلال “داعش” من دون ان يحركوا ساكنا لتحريرها. وفي وقت يتحمس هؤلاء الى منصب حكومي، بدوا غير عابئين بطرد “داعش”، كما أظهروا عجزا عن تحشيد الشعب في المناطق التي يمثلونها، على قتال المجاميع الارهابية. ان هذا التناقض في “الحماس” في المفاوضات للاستحواذ على المناصب وبين “البرود” والعزوف عن قتال الارهاب يكشف عن نوعية السياسي العراقي، “الانتهازي”، الذي ترك مدنه تغرق في بحر الارهاب، فيما هو يعيش في بر من الامان والرفاهية. وفي حين ارتدى سياسيون من “المكون الاكبر” البدلة “الخاكي” وحملوا السلاح، وتوجهوا الى ساحة المعركة، استسلم سياسيون ينحدرون من المناطق التي احتلها “داعش” للأمر الواقع، واعتبروا ان مهمة “تحريرها” ليس من مسؤوليتهم، ما أثار حفيظة الكثير من العراقيين، في وسط العراق وجنوبه، مثلما في شماله وغربه.